نبذة عن حياة بول فولكر رئيس الاحتياطي الفيدرالي
توفي عن عمر 92 عاما، فقد كان موظف متفاني في عمله، وخدم فولكر تحت عدد من الرؤساء في "الولايات المتحدة"، من جون كينيدي إلى باراك أوباما. طوال حياته المهنية التي امتدت لأكثر من ستة عقود، اتسمت سمعته بالنزاهة وصنع السياسات العنيدة التي بقيت سليمة في مواجهة العواصف السياسية، وساعد في التغلب على آفة التضخم التي عصفت بمكانة أمريكا وقوتها في سبعينيات القرن الماضي وأوائل الثمانينيات.
بول فولكر رئيس الاحتياطي الفيدرالي
|
أظهر فولكر ميلا مبكرا لتحليل السياسات، ما أتاح له التعامل مع الضغوط التي بدأت تتراكم داخل النظام الدولي للعملات على أسعار الصرف الثابتة، في الوقت الذي أكدت فيه حقائق جديدة نفسها في سبعينيات القرن الماضي، مع تصاعد التدفقات الخارجية بالدولار، كان فولكر من بين الذين اقتنعوا بفكرة إنهاء ارتباط الدولار بالذهب، والتحرك نحو أسعار صرف مرنة.
وبصفته وكيل وزارة الخزانة للشؤون النقدية آنذاك، فقد حضر الاجتماع السري للغاية في كامب ديفيد في شهر أغسطس عام 1971، الذي وافق فيه الرئيس ريتشارد نيكسون على تخفيض قيمة الدولار، وهو ما أنهى من الناحية العملية الترتيبات النقدية لما بعد الحرب العالمية الثانية، ومن هنا دخلت الأسواق العالمية فترة من الاضطراب الكبير، ما عزز رؤية فولكر بأن السياسة النقدية، كي تكون فعالة لا بد أن تكون قوية وتتخذ في الوقت المناسب، لا أن تكون مجرد استجابة لأحداث السوق.
وفي عام عام 1979، كانت السياسة الاقتصادية للرئيس كارتر في حالة من الفوضى فقد تراجع الدولار مرة أخرى وارتفع التضخم في أعقاب صدمات أسعار النفط المتعاقبة.
تعيين فولكر على رأس "الاحتياطي الفيدرالي"
تم ترشيحه رئيسا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في شهر أغسطس عام 1979 في عهد جيمي كارتر، حيث كانت تواجه الولايات المتحدة في ذلك الوقت أزمة اقتصادية في الداخل، وارتفع فولكر إلى مستوى التحدي حيث كانت مهمته شاقة للغاية في معرفة كيفية إيقاف التضخم الكبير الذي دفع نمو الأسعار نحو مستويات بأرقام من خانتين وصد الضغط على الدولار في أسواق العملات الأجنبية.
فولكر قاهر التضخم
وفي خلال شهر من توليه منصبه الجديد، في أغسطس عام 1979، رفع فولكر أسعار الفائدة مرتين، ثم وضع حزمة من التدابير لإعادة السيطرة على نمو الائتمان والنمو، وقد كان تصميمه الحازم في المعركة ضد التضخم، في أكثر الظروف السياسية صعوبة هو الذي جعله واحدا من أنجح محافظي البنوك المركزية في التاريخ، ثم واصل القتال في عهد الرئيس رونالد ريغان، حيث وضع الأسس لتحقيق انتعاش كبير في الاقتصاد الأمريكي في ثمانينيات القرن الماضي.وقد تراجع التضخم على يده بعد أن مر أكثر من عامين، ولال هذا الوقت، كانت البطالة عند مستويات قياسية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وعندما بدأ الاقتصاد في الانتعاش، واجه فولكر مشكلات جديدة من السياسات الاقتصادية التحفيزية التي فرضها الذين "يؤيدون جانب العرض" في إدارة ريغان التي وصلت إلى السلطة عام 1981.