بنك "سيليكون فالي" وتمويل الشركات الناشئة
 |
| قصة إنهيار بنك سيليكون فالي من البداية للنهاية |
تأسس بنك "بنك سيليكون" عام 1983، في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، و وصلت أصول البنك إلى أكثر من 200 مليار دولار، كما صعد مركز البنك لـ 18 على مستوى أمريكا.
وكان لصعود أسم البنك في أمريكا دعمه لمستثمرين وصناديق المال الجريء والشركات الناشئة منذ سنوات عديدة وهو بوابة ضخ الأموال في شركات الـ "Startups".
بداية قصة أزمة بنك سيليكون فالي
مع تزايد أموال الودائع لدي البنك قررت إدارة البنك في عام 2021، عندما كانت الفائدة شبه صفرية بإن يجازف بجزء كبير من أمواله وكانت في حدود 80 مليار دولار تمثل 40% من أصول البنك في السندات ذات العوائد منخفضة أقل من 2%.
ولكن كانت المفاجأة مع وقت رفع أسعار الفائدة في شهر مارس 2022 إلى شهر مارس الجاري، تراجعت قيمة سندات بنك SVB وأستمرت في التراجع، لأن عائدها أصبح أقل من السوق.
كما نجد أن ما يحدث للبنك الأمريكي SVB هي أزمة تقليدية للبنوك، حيث أن أصول بنكية طويلة الأجل بعوائد منخفضة يقابلها ألتزامات بنكية قصيرة الأجل بعوائد مرتفعة، وبالتالي عوائد الأصول ليست كافية لدفع العوائد على الالتزامات البنكية (وهنا أغلبها تتكون من ودائع بنكية من شركات رأس المال الجريء).
وعندما تكون شركات رأس المال الجريء في وضع محرج فإن ودائعها البنكية تنخفض، فيجب على SVB أن يدفع فوائد أعلى على ودائعه البنكية لكي يقنع المودعين بإيداع أموالهم لديه.
ولكي يحاول البنك حل المشكلة وجعل المستثمرين يتركوا أموالهم في البنك، فكان فعليه أن يبيع أصوله البنكية لكي يستثمر في أصول جديدة بفوائد أعلى، ولكن البيع الآن تسبب له بخسائر مما اضطر البنك أن يرفع من رأسماله وعجل ذلك بهروب المودعين منه مما فاقم بأزمة السيولة لدى البنك.
ورغم أعلان البنك أن جنرال أتلانتك "صندوق استثماري خاص" سيستثمر في البنك، ولكن في وقت الأزمات تحتاج إلى "ثقة" وليس استثمار من صندوق خاص، بمعني لو أتى الاستثمار الجديد من وارن بافيت أو إحدى البنوك الكبيرة لكان الأمر هينا.
كيف سيكون التعامل مع أصحاب الودائع البنكية في SVB؟
على عكس ما يردده العديد لن يخسر حاملوا الودائع البنكية (المؤمنة أو غير المؤمنة) أية مبالغ جراء انهيار البنك الأمريكي SVB، حيث بلغت القيمة الإجمالية بنهاية 2022 للودائع حوالي 173 مليار دولار (وتمثل الالتزامات على البنك).
كما بلغت قيمة الأصول السائلة (نقد وسندات خزينة وأخرى) حوالي 134 مليار دولار.
وبلغت قيمة القروض (أصول للبنك) حوالي 74 مليار دولار، منهم 54 مليار دولار في تمويل عمليات استدعاء الالتزامات المالية على المستثمرين في صناديق المال الجريء.
فإذا تم بيع الأصول السائلة وافترضنا أن قيمة القروض انخفضت بحوالي 40%، فإن المتبقي سيكون كافيا لدفع جميع المبالغ في الودائع البنكية. وللعلم أثناء تصفية البنوك أولوية الدفع تكون لأصحاب الودائع المؤمنة أولا ثم الودائع غير المؤمنة ثم الممولين ثم مالكي الأسهم.
وبالتالي فالخسارة غير واردة ولكن المهم هو توقيت توزيع تلك المبالغ، فالودائع المؤمنة ستكون جاهزة قبل يوم الأثنين ولكن البقية متي؟
هذا يعتمد إذا توصلت شركة التأمين على الودائع إلى اتفاقية مع إحدى البنوك أو لا، فإذا لم تتوصل فإن الدفع قد يستغرق أسابيع وبحلول يوم الأثنين 13 مارس 2023 ستتضح الأمور.
ولكن الأهم من ذلك كله هو إذا تسبب هذا الانهيار بفقدان الثقة في بقية البنوك خصوصا البنوك الصغيرة والإقليمية، ولذلك من المهم أن تعلن الجهات الرقابية الأمريكية عن قراراتها بأسرع وقت ممكن قبل أن يستحفل الأمر.
ما هي خطوات حل أزمة بنك سيليكون فالي؟
بعد أن قامت شركة التأمين على الودائع FDIC بوضع بنك سيليكون فالي في الأمانة الحكومية، بالإضافة إلي خسارة مالكي الأسهم كل أموالهم حيث أنخفض سعر السهم حوالي 90% من قيمتها.
وبالتالي يجب علي الحكومة أن تجد مشتري للبنك في الأيام القادمة بحيث يفتح البنك يوم الأثنين تحت إدارة جديدة، وإذا لم تجد مشتر فإن تصفية البنك هو الخيار الوحيد.
وفي يوم 27 مارس 2023، قام بنك FIRST CITIZENS BANCSHARES بالإستحوذ علي بنك SILICON VALLEY، فهل تعود الثقة في النظام المصرفي الأمريكي؟
تعليقات
إرسال تعليق