القائمة الرئيسية

الصفحات

ظاهرة المرض الهولندي في الاقتصاديات الريعية - اقتصاد العرب

ما هو مصطلح المرض الهولندي؟

ما هي ظاهرة المرض الهولندي؟
ما هي ظاهرة المرض الهولندي؟
يمكن تعريف مصطلح "المرض الهولندي" علي إنه حالة اقتصادية تصيب اقتصاد الدولة التي لديها ثروات طبيعية كثيرة وتسبب في تراجعها وإفقارها، ويصيب حكومتها وشعبها نوع من الكسل والجمود الإبداعي والاستنزاف والتبذير وهدر الثروة وإيرادات وعوائد بيع الثروات الطبيعية، مما يبعد الدولة عن طريق التنمية.
مثال علي ذلك الدول التي لديها ثروات وموارد طبيعية من الذهب، والنفط، والغاز الطبيعي، والمعادن، والأخشاب وكذلك المنتجات الزاعية الوفيرة.

كيف يؤثر المرض الهولندي علي الاقتصاد؟

  1. نجد أن المرض الهولندي يتسبب في أهمال القطاع الصناعي والزراعي والتحويلي لدرجة كبيرة، ويصيب الاقتصاد نوع من التشوه والأختلال الهيكلي في الصادرات والواردات، وذلك بسبب وجود إيرادات كبيرة فتصعد قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الاجنبية.
  2. ونتيجة لما سبق ترتفع تكاليف الإنتاج، ويدفع الشعب على البذخ في الاستهلاك فتتدفق السلع الاجنبية الرخيصة على البلد فتغرق أسواق الدولة وتفقد مصانعه معركتها بالمنافسة فتهمل وتنهار وتتوقف عن الانتاج وتنتقل لمشاريع تجارية واستهلاكية استيرادية لا انتاجية.
  3. وتتسبب هذه الظاهرة في إنتاج طبقات من الاثرياء والتجار والبيروقراطيين الحكوميين الاثرياء وفي نفس الوقت تظهر طبقة من الفقراء والمنعدمين، مما يؤدي إلي إنهيار الدول وتتراجع بسبب حدوث تشوه اقتصادي يلقى تاثيراته على السياسة فتحدث ديكتاتوريات وحروب أهلية وخارجية.

أمثلة علي ظاهرة المرض الهولندي

  1. نجد أن دولة مثل العراق أصيبت بالمرض الهولندي بسبب تدفق عوائد النفط منذ تأسيسه مما أدي إلي أهمال وتأكل الإنتاج الزراعي والصناعي بالدولة، فأدي ذلك إلي إصابة شعبه بالكسل والخمول والإتكال.
    كما صعدت فيه الدكتاتوريات والحروب الخارجية والداخلية وتعرض لإنتكاسات شديدة وفساد مالي وسياسي وطبقي، وما يزال العراق مصاب بالمرض الهولندي ومغدق في ذلك ويضيع على نفسه بأيدي أبنائه فرص النهوض بقطاعات موازية للنفط الخام مثل صناعة الكهرباء والمشتقات النفطية وقطاع النقل البري والسكك الحديدية والموانئ والمدن الصناعية بتوطين الصناعة والزراعة الاستثمارية الكبيرة.
    فهل سوف ننتظر نضوب النفط الخام أو تراجع سعره بسبب انخفاض الطلب عليه لدرجة كبيرة حينها سيجبر العراق علي التوجه للصناعة والزراعة والسياحة والنقل والخدمات المالية؟!.
  2. نجد أن دولة مثل هولندا نجحت في الخروج من كابوس هذه الظاهرة بعد نفاذ مخزوناتها من النفط والغاز خلال ما يقارب من 50 عاما، ولم تستثمر أموالها في إنشاء موارد بديلة.
    فبدأت من الصفر بإنشاء مشاريع صناعية وزراعية وسياحية، ونجحت بالخروج من ذلك بعد معاناة وتكلفة باهظة.
أما إذا نظرنا إلي دولة مثل الإمارات فنجدها عملت على تجنب مصير العراق والعديد من الدول الريعية ونجحت نسبيا بالجانب العقاري والسياحي والتجاري والمالي والنقل البحري والجوي، لكنها ما تزال تعاني بالقطاع الصناعي والتحويلي بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج وأن جغرافيا الإمارات غير صالح للزراعة الكثيفة او الاكتفاء الذاتي مع ذلك هي تحاول بهذا الجانب.
reaction:
الاقتصادي العربي | Arab Economist
الاقتصادي العربي | Arab Economist
باحث اقتصادي هدفي إنشاء موسوعة عن الدول العربية توضح جوانب القوة في كل دولة، واتمني أن يأتي اليوم الذي يتحد فيه العرب لتعم الفائدة علي كل الشعوب.

تعليقات