القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي خطوات بناء خطة استثمارية؟

كيف بناء خطة استثمارية؟
كيف بناء خطة استثمارية؟
الكثير من الأشخاص يملك مدخرات أو فائض مالي من راتبه لكن لا يعلم أين و كيف يستثمره، فهل يستثمر في الأسهم؟ أم يشتري العقار؟.
لكي تجد الاستثمار الأنسب لك يجب عليك بناء "خطة استثمارية" حيث أنها سر نجاح كل مستثمر، ففي هذا المقال سوف نشرح أفضل طريقة لبناء خطة استثمارية من الصفر في عدة خطوات.
كما أن بناء خطة استثمارية هو أكثر من مجرد "شراء أسهم" في عدة شركات، حيث أن الخطة ترسم لك الطريق للوصول لأهدافك المالية.
وسواء كنت ستستثمر ألف أو مليون ريال يجب عليك بناء خطة استثمارية واضحة، ففي هذه السلسلة سنشرح في 6 خطوات طريقة بناء خطة استثمارية تساعدك على الوصول لأهدافك المالية.

أولا: قيم وضعك المالى

أول خطوة لوضع خطة استثمارية للمستقبل هو تقييم وضعك الحالي ماليا، فقبل أن تستثمر أي مبلغ يجب عليك تقييم وضعك المالي لمعرفة الميزانية المتاحة التي يمكنك تخصيصها للاستثمار بشكل شهري، ويمكنك كذلك حساب أي مدخرات فائضة لن تحتاجها على المدى القصير.
لمعرفة الميزانية المتاحة للاستثمار، قم بحساب المبلغ المتبقي من دخلك الشهري بعد حساب جميع الالتزامات والمصروفات الشهرية، بما في ذلك الأساسيات والكماليات، وبالتالي المبلغ المتبقي هو المبلغ الذي يمكنك استثماره.
ولكن قبل ذلك تأكد أن تدخر كاش للطوارئ في حساب منفصل يساوي مصاريف من 3 إلي 6 أشهر.

ثانيا: حدد أهدافك

الخطوة الثانية لبناء الخطة هي معرفة الأهداف التي تستثمر لأجلها، فهل تستثمر للتقاعد؟ أو لشراء منزل؟ أو لتوليد دخل إضافي؟، وبالتالي قم بتحديد وكتابة أهدافك المالية التي تستثمر من أجلها.
بعد كتابة أهدافك، قم بتحديد المبلغ الذي تحتاجه لتحقيق كل هدف وكم من الوقت تحتاج للوصول له، جميع الأهداف المالية يمكن تقسيمها إلي 3 تصنيفات رئيسية :
  1. الأمان: و هو عندما يكون هدفك الحفاظ على مستواك المعيشي الحالي.
  2. الدخل: و هو عندما يكون هدفك توليد دخل نشط من استثماراتك (مثل التوزيعات النقدية).
  3. النمو: و هو عندما يكون هدفك بناء و زيادة ثروتك على المدى الطويل.
ثم قم بعد ذلك بتقسيم الأهداف المالية حسب المدى الزمني لتحقيقها :
  • أهداف قصيرة المدى (١-٥ سنوات).
  • أهداف متوسطة المدى (٥-١٠ سنوات).
  • أهداف طويلة المدى (١٠ سنوات فأكثر).
وضع جدول زمني وتحديد الأهداف المالية بشكل واضح سيساعدك في اختيار الاستثمار المناسب لكل هدف.

ثالثا: حدد مدى تحملك للمخاطر

المخاطر في الاستثمار، هي مدى احتمالية خسارتك لرأس مالك المستثمر أو جزء منه، وقد يكون ذلك بسبب انخفاض قيمة الأصل الذي استثمرت فيه، أو بسبب أن أداء الأصل لم يكن مثل التوقعات.
جميع الأصول الاستثمارية تنطوي عليها مخاطر، مع اختلاف درجة المخاطر من أصل لآخر.
يجب عليك تحديد مدى تحملك للمخاطر قبل أن تستثمر في أي أصل، فمدى تحملك للمخاطر يسمى بالـ Risk Tolerance يعتمد بشكل كبير على مدى قدرتك في تقبل انخفاض قيمة استثمارك.
تختلف قدرة تحمل المخاطر من شخص لآخر، كذلك يمكن لشخص واحد أخذ مستويات مختلفة من المخاطر باختلاف أهدافه المالية.
ومن ثم يجب أن تسأل نفسك، ماذا سوف يكون شعورك إذا استيقظت غدا ووجدت قيمة محفظتك قد انخفضت بنسبة 30%؟!.
إذا كان هبوط بهذا المقدار قد يسبب لك ذعر و يضطرك للبيع وسحب أموالك، فإن الاستثمارات عالية المخاطر لا تناسبك.
هذا السؤال سيحدد بشكل كبير مدى تقبلك للمخاطرة في الاستثمار.
كما أن العمر هو أحد أهم العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم مستوى المخاطرة، بشكل عام كلما كنت صغير بالعمر كلما كانت قدرتك على اتخاذ المخاطر أكبر.
ويرجع ذلك لسبب أنه يمكنك التعافي ماليًا في حال هبوط السوق أو في حال خسرت مبلغ كبير في أحد الاستثمارات التي قمت بها.
مثال إذا كنت في العشرينات من عمرك يمكنك التركيز أكثر في محفظتك على استثمارات ذات مخاطر عالية (مثل اسهم الشركات الصغيرة Small-cap او العملات الرقمية) لو كنت قريب من سنة التقاعد يجب أن يكون تركيزك أكثر على الاستثمارات منخفضة المخاطر مثل السندات أو أصول الدخل الثابت بشكل عام.
يجب كذلك أن تفهم العلاقة بين العائد المحتمل و المخاطرة، كلما ارتفع العائد المحتمل كلما ارتفعت المخاطر، والعكس صحيح.
مثلًا، الأسهم تعتبر عالية التذبذب بعكس السندات و لكن عائدها المحتمل أعلى.

رابعا: أدرس خيارات الاستثمار المتاحة

هناك العديد من الأصول الاستثمارية المتاحة للشخص للاستثمار فيها مثل الأسهم، السندات و العقار.
ولمعرفة ما هو أفضل أصل استثماري لك يجب أخذ العوامل التالية في الاعتبار:
  1. العائد: ما هو العائد المتوقع؟
  2. الإطار الزمني: كم يجب عليك الانتظار للحصول على هذا العائد؟
  3. المخاطر: ما هي المخاطر التي تنطوي على الاستثمار في هذا الأصل؟ هل تتقبل هذا المستوى من المخاطرة؟
  4. السيولة Liquidity : كم من الوقت سيأخذك لتسييل الاستثمار وتحويله إلى نقد؟

خامسا: قم ببناء المحفظة

الطريقة التي ستبني فيها محفظتك الاستثمارية ستعتمد بشكل رئيسي على مدى تقبلك للمخاطرة وأهدافك.
  • للأهداف قصيرة المدى، ينصح بأن تستثمر أموالك في أصول منخفضة المخاطر مثل السندات.
  • للأهداف طويلة المدى، يمكنك الاستثمار في أصول ذات مخاطر أعلى مثل العقار و الأسهم.
التنويع هو القاعدة العامة، عند الاستثمار يجب عليك التنويع بين الأصول المختلفة وكذلك التنويع ضمن الأصل الواحد.
مثلًا، التنويع بين الأصول يكون بشراء أسهم وعقار، أما التنويع ضمن الأصل نفسه يكون بشراء أسهم في قطاعات مختلفة.
كما أن التنويع في الاستثمار يحميك من الخسائر القوية.
كيف أقوم بالتنويع في محفظة الأسهم؟ الإجابة هي أن هناك استراتيجيتين لبناء محفظة الأسهم وهي:
  1. التنويع.
  2. التركيز.
في حين أن التنويع يقلل من المخاطر بشكل عام ولكن كذلك يقلل من العائد المتحمل. إذا كنت مستثمر مبتدئ يجب عليك التنويع بين الشركات والقطاعات لتفادي المخاطر الغير منتظمة. وهذه بعض القطاعات التي يمكنك التنويع بينها:
  • الطاقة.
  • البنوك.
  • النقل.
  • الأغذية.
  • الاتصالات.
  • تجزئة السلع.
  • المواد الأساسية.
  • الرعاية الصحية.
يجب عليك التنويع بين القطاعات ولكن لا ينصح بالمبالغة في التنويع Over diversification.

سادسا: تابع أداء استثماراتك

من المهم متابعة محفظتك الاستثمارية بشكل دوري لتتأكد أن استثماراتك تمشي وفقًا للخطة المعدة مسبقًا بناء على أهدافك.
إذا أداء محفظتك لم يكن مثل المتوقع، قم بإعادة النظر في الأصول/الأسهم في محفظتك، كذلك يجب أن تقوم بإعادة تقييم مستوى المخاطرة في استثماراتك كل فترة.
كقاعدة عامة، كلما تقدمت في العمر يجب عليك أن تأخذ مخاطرة أقل، إذا تملك أصول استثمارية عالية المخاطر، قد يكون من الجيد أن تتخلص منها والتحويل لنوع آخر من الأصول بمخاطر أقل مع التقدم في العمر.
كذلك قد يكون من الجيد أخذ مخاطرة أعلى إذا وضعك المالي يسمح، للوصول لأهدافك في وقت أقصر.

أخيرًا، حاولت بقدر الإمكان تبسيط الخطوات ليمكن للجميع فهمها، الخطة هي أول خطوة للنجاح في طريق الاستثمار وبدونها لن تستمر.
الالتزام أهم شيء، اذا لم تلتزم لا تتوقع أن تستمر، إذا واصلت القراءة إلى هنا فمعنى ذلك أنك مجتهد وهذه بداية الاستثمار الناجح بإذن الله.
reaction:
الاقتصادي العربي | Arab Economist
الاقتصادي العربي | Arab Economist
باحث اقتصادي هدفي إنشاء موسوعة عن الدول العربية توضح جوانب القوة في كل دولة، واتمني أن يأتي اليوم الذي يتحد فيه العرب لتعم الفائدة علي كل الشعوب.

تعليقات